
الكاتب المصري :مصطفى النجار
حين نبحث عن مفهوم المثقف لا بد من تعريف كلمة الثقافة نفسها والتى يراها (مالك بن نبى ) أنها مجموعة الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته وتصبح لا شعورياً العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه ، أما (أنطونيو جرامشي ) المفكر الشهير فيرى أن كل نشاط انسانى يصحبه نشاط ذهنى وكل نشاط ثقافي يتبعه منتج يدوى (مثلا: كتابة الكلمات أو عزف الموسيقى أو غيره) لذلك فالمثقف هو من يستطيع إحداث توازن بين أفكاره ومعتقداته وبين ما يخرج منه للجماهير معبرا عن هذه الأفكار والمعتقدات ، واذا ظلت أفكاره حبيسة فى عقله فلا يعد من المثقفين إذ أن المثقف هو الذى يحول القيم والمفاهيم والأخلاق من صورا تجريدة ذهنية الى حقائق مادية ملموسة يجسدها نضاله من أجل هذه المبادىء ، لذلك فالمثقف الحقيقى تتمثل فيها ثقافته فكرا وسلوكا ويعمل جاهدا بالتبشير بتلك الأفكار ويدافع عنها وسط تلاطم الأفكار السيئة ورغبات السلطة التى تحاول الانتقاص من حقوق البشر سواء كانت سلطة سياسية أو اقتصادية أو روحية أو غيرها
علاقة المثقف بالسلطة يعبر عنها (بول سارتر) بأن مهمة المثقف هي إزعاج السلطة من أجل مصلحة الناس فالمثقف لا يرضى بالحلول الوسط فى قيمه التى يؤمن بها وليس له رفاهية الصمت والتأمل فقد أصبح يمثل غيره ممن لا يمثلهم أحد فى دوائر السلطة لذلك عليه تمثيل هؤلاء العامة فى مقاومة أشكال استبداد السلطة المختلفة عبر كلماته وكتاباته ومواقفه التى يجهر بها اتساقا مع ما يؤمن به من قيم ومبادىء انسانية عامة
يشتبك المثقف بالسياسة رغما عنه لأن السياسة حولنا في كل مكان , و ليس بوسع أحد أن يفر إلى عالم الابداع أو الفكر أو الموضوعية المثالية التى لا تقترب من واقع الناس ومعاناتهم ليختبأ بداخلها
كيف لمثقف أن يتخلى عن رسالته الأخلاقية وممارسة النقد وتوضيح الحقائق للجماهير التى قد تلتبس عليها الأمور تحت سطوة إعلام مزيف وتحت رغبات سلطة تصنع الخوف لتحكم به الناس أو تضخم مخاوف موجودة حتى تبرر بها جرائمها ؟ كيف يخاف المثقف دفع الثمن وهو الذى بايعته الجماهير بيعة انسانية حين احترمت عقله وقدرت أفكاره وبحثت عن أراءه ومواقفه لتأنس بها أو تتبعها
إن الصمت فى وقت وجوب الكلام خيانة وحياد آثم، والمثقف الذى ليس عنده استعداد للتضحية قد اختار لنفسه الموت وحفر قبره بيديه أمام من وثقوا فيه واتبعوه يوما ما
يصرخ ملايين المصريون اليوم وهم يرون أمامهم نخبة تترنح وتضل الطريق ، لم يصدقوا يوما أن مثقفا سيبرر القتل ويرقص على الأشلاء وأخر يبث خطاب الكراهية وتقسيم المجتمع وأخر يتهم الثابتين على المبادىء بالخيانة ، لم يصدق الناس أن نخبا عاشت طيلة حياتها تطنطن عن مدنية الدولة ثم صارت تنادى بالزعيم العسكرى الملهم منقذا للبلاد والعباد وتبرر عسكرة الدستور وتنظّر وتأصل لانتهاك حقوق الانسان وإهدار كرامته تحت دعاوى الوطنية الزائفة والشعبوية البغيضة التى تصنع فاشية وطنية جديدة
ما تفعله هذه النخب اليوم من عروض تعرى سياسى رخيص يؤكد للمصريين قناعتهم أن ( نكبة مصر فى نخبتها) وأن كثير من المدعين للمدنية والليبرالية والتقدمية ليسوا إلا نعالا ترتديها السلطة لتسحق بها أحلام الناس وأمالهم فى المستقبل
كل سلطة تتجاوز القانون تحتاج الى محلل لها من هؤلاء المثقفين الذين يروجون لما تريده لتتم تهيئة الأجواء وخلق البيئة المناسبة لصناعة الاستبداد
ليست الشجاعة أن تتكلم حين يصبح الموقف بلا ثمن تدفعه وأنت آمن على نفسك ، بل الشجاعة أن تجهر بالحق فى وقت يصبح فيه الصدق عال الكلفة والثمن ،
فارق كبير بين إختلاف المواقف والرؤى السياسية وبين سحق القيم والمبادىء الانسانية العامة لهوى نفس أو تزلف لحاكم أو رغبة فى مغنم أو إيثار لسلامة ، ومن عجزوا عن قول الحق لا يجب أن يصفقوا للباطل !
إن الديموقراطية تُغتال بأقلام وكلمات وصحف ومحطات وأحزاب وحركات نسبت نفسها للثورة ثم تحولت اليوم الى منصات لإجهاض الثورة ووأد أحلام الشعب فى دولة ديموقراطية
إن وصف هذه النخب بالخيانة يتسم بالأدب لأن ما تفعله ليس خيانة فقط بل انبطاح وبيع نفس لمن يدفع أكثر فلا فرق بينهم وبين بائعات الهوى سوى أن العاهرات يبعن أعراضهن وهؤلاء يبيعون قيمهم ومبادئهم وأقلامهم لمناصرة الزيف والإفك
مصر الأن فى لحظة تاريخية تتصاعد فيها حدة الفرز والتمايز وحين يهدأ غبار المعركة سيدرك الناس من صدقهم ومن خانهم ، سيميزون بين من ثبتوا على مبادئهم وبين من تلونوا وباعوا أنفسهم للسلطان، سيعرف الشعب من تاجر بألامه وأماله واشترى بها ثمنا بخسا على أشلاء حلم الديموقراطية
مهما علا صوت الزيف وانتفش فإن مطرقة الحق ستهوى يوما على رأسه حتى يتقزم وينعدم ، لا يغرنكم تصفيق المخدوعين ولا الواهمين ولا من تبيعون أنفسكم لتنالوا تأييدهم فهؤلاء أنفسهم سيحتقرونكم حين يكتشفون قريبا إلى أين سرتم بهم وكيف أوردتموهم المهالك !
إن التاريخ سيقف مذهولاً عندما يرى كيف انقلب الحلم بالخلاص الى عبودية مطلقة، وكيف حولت خيانة النخب شعوبها إلى شعوب تتمنى الفرار من أوطانها بعد أن استحالت الى جحيم مقيم
إلى الثابتين على المبادىء والقابضين على الجمر لا يخدعنكم صخب الإفك وزخرفه فهو هش يتهاوى كل يوم تحت بأس ثباتكم واتساقكم مع مبادئكم ، أكملوا الطريق وادفعوا الثمن فحرية الشعوب تستحق كل ثمن وسيمر الزمان ويرفعكم الناس الى منازلكم التى تستحقونها
( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )

علاقة المثقف بالسلطة يعبر عنها (بول سارتر) بأن مهمة المثقف هي إزعاج السلطة من أجل مصلحة الناس فالمثقف لا يرضى بالحلول الوسط فى قيمه التى يؤمن بها وليس له رفاهية الصمت والتأمل فقد أصبح يمثل غيره ممن لا يمثلهم أحد فى دوائر السلطة لذلك عليه تمثيل هؤلاء العامة فى مقاومة أشكال استبداد السلطة المختلفة عبر كلماته وكتاباته ومواقفه التى يجهر بها اتساقا مع ما يؤمن به من قيم ومبادىء انسانية عامة
يشتبك المثقف بالسياسة رغما عنه لأن السياسة حولنا في كل مكان , و ليس بوسع أحد أن يفر إلى عالم الابداع أو الفكر أو الموضوعية المثالية التى لا تقترب من واقع الناس ومعاناتهم ليختبأ بداخلها
كيف لمثقف أن يتخلى عن رسالته الأخلاقية وممارسة النقد وتوضيح الحقائق للجماهير التى قد تلتبس عليها الأمور تحت سطوة إعلام مزيف وتحت رغبات سلطة تصنع الخوف لتحكم به الناس أو تضخم مخاوف موجودة حتى تبرر بها جرائمها ؟ كيف يخاف المثقف دفع الثمن وهو الذى بايعته الجماهير بيعة انسانية حين احترمت عقله وقدرت أفكاره وبحثت عن أراءه ومواقفه لتأنس بها أو تتبعها
إن الصمت فى وقت وجوب الكلام خيانة وحياد آثم، والمثقف الذى ليس عنده استعداد للتضحية قد اختار لنفسه الموت وحفر قبره بيديه أمام من وثقوا فيه واتبعوه يوما ما
يصرخ ملايين المصريون اليوم وهم يرون أمامهم نخبة تترنح وتضل الطريق ، لم يصدقوا يوما أن مثقفا سيبرر القتل ويرقص على الأشلاء وأخر يبث خطاب الكراهية وتقسيم المجتمع وأخر يتهم الثابتين على المبادىء بالخيانة ، لم يصدق الناس أن نخبا عاشت طيلة حياتها تطنطن عن مدنية الدولة ثم صارت تنادى بالزعيم العسكرى الملهم منقذا للبلاد والعباد وتبرر عسكرة الدستور وتنظّر وتأصل لانتهاك حقوق الانسان وإهدار كرامته تحت دعاوى الوطنية الزائفة والشعبوية البغيضة التى تصنع فاشية وطنية جديدة
ما تفعله هذه النخب اليوم من عروض تعرى سياسى رخيص يؤكد للمصريين قناعتهم أن ( نكبة مصر فى نخبتها) وأن كثير من المدعين للمدنية والليبرالية والتقدمية ليسوا إلا نعالا ترتديها السلطة لتسحق بها أحلام الناس وأمالهم فى المستقبل
كل سلطة تتجاوز القانون تحتاج الى محلل لها من هؤلاء المثقفين الذين يروجون لما تريده لتتم تهيئة الأجواء وخلق البيئة المناسبة لصناعة الاستبداد
ليست الشجاعة أن تتكلم حين يصبح الموقف بلا ثمن تدفعه وأنت آمن على نفسك ، بل الشجاعة أن تجهر بالحق فى وقت يصبح فيه الصدق عال الكلفة والثمن ،
فارق كبير بين إختلاف المواقف والرؤى السياسية وبين سحق القيم والمبادىء الانسانية العامة لهوى نفس أو تزلف لحاكم أو رغبة فى مغنم أو إيثار لسلامة ، ومن عجزوا عن قول الحق لا يجب أن يصفقوا للباطل !
إن الديموقراطية تُغتال بأقلام وكلمات وصحف ومحطات وأحزاب وحركات نسبت نفسها للثورة ثم تحولت اليوم الى منصات لإجهاض الثورة ووأد أحلام الشعب فى دولة ديموقراطية
إن وصف هذه النخب بالخيانة يتسم بالأدب لأن ما تفعله ليس خيانة فقط بل انبطاح وبيع نفس لمن يدفع أكثر فلا فرق بينهم وبين بائعات الهوى سوى أن العاهرات يبعن أعراضهن وهؤلاء يبيعون قيمهم ومبادئهم وأقلامهم لمناصرة الزيف والإفك
مصر الأن فى لحظة تاريخية تتصاعد فيها حدة الفرز والتمايز وحين يهدأ غبار المعركة سيدرك الناس من صدقهم ومن خانهم ، سيميزون بين من ثبتوا على مبادئهم وبين من تلونوا وباعوا أنفسهم للسلطان، سيعرف الشعب من تاجر بألامه وأماله واشترى بها ثمنا بخسا على أشلاء حلم الديموقراطية
مهما علا صوت الزيف وانتفش فإن مطرقة الحق ستهوى يوما على رأسه حتى يتقزم وينعدم ، لا يغرنكم تصفيق المخدوعين ولا الواهمين ولا من تبيعون أنفسكم لتنالوا تأييدهم فهؤلاء أنفسهم سيحتقرونكم حين يكتشفون قريبا إلى أين سرتم بهم وكيف أوردتموهم المهالك !
إن التاريخ سيقف مذهولاً عندما يرى كيف انقلب الحلم بالخلاص الى عبودية مطلقة، وكيف حولت خيانة النخب شعوبها إلى شعوب تتمنى الفرار من أوطانها بعد أن استحالت الى جحيم مقيم
إلى الثابتين على المبادىء والقابضين على الجمر لا يخدعنكم صخب الإفك وزخرفه فهو هش يتهاوى كل يوم تحت بأس ثباتكم واتساقكم مع مبادئكم ، أكملوا الطريق وادفعوا الثمن فحرية الشعوب تستحق كل ثمن وسيمر الزمان ويرفعكم الناس الى منازلكم التى تستحقونها
( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire