بعض أسباب العزوف عن السياسة عموماً، وتفشي ذلك العزوف في أوساط الشباب:
طبيعة الأنظمة
بملاحطة بسيطة للبلدان التي تعرف عزوف الشباب عن العمل السياسي نلاحظ أن الانظمة التي تتسم بالديكتاتورية و القمع تعرف عزوفا كبيرا للعمل السياسي عموما و خاصة بين الشباب من تلك الأنظمة الديمقراطية ، إن الانظمة الديكتاتورية تعمد سياسة القمع الممنهج مما يكلف الشباب تضحيات جسيمة كثمن للإنخراط في العمل السياسي ، والإشتغال في السياسة في غالبية البلدان العربية معناه توقع حدوث خسارات كثيرة على المستوى الفردي،وتوقع مستوى من التضحية قد لا يتناسب مع ما يمكن إنجازه على أرض الواقع. إن السياسة في البلدان العربية فقد تكون الطريق إلى فقدان الوظيفة، والمطاردة في الحياة، والتضييق في وسائل العيش، والنبذ من قبل النظام الحاكم، وقد تنتهي بالسجن.
صعوبة العمل السياسي
إن أرض الواقع قاحلة وغير مغرية، وتغيير ما هو قائم عليها لا يتبدى متاحا في الأفق المنظور. لذلك يتقدم الإحباط واليأس دافعا الغالبية الكاسحة من الناس بعيداً عن التورط في السياسة، تاركة إياها للنخب الحاكمة، أو للنخب المعارضة المؤدلجة وخاصة الإسلامويين ، وانسداد آفاق واحتمالات التغيير ينفر الشرائح التي قد تكون لديها الرغبة في العمل السياسي ولو بالحدود الدنيا. والأنظمة القائمة وعلى مدار العقود الماضية تمكنت من سد الأفق بشكل شبه تام في معظم البلدان العربية بحيث صار التفكير بمجرد تغيير الوضع القائم مصطدماً بواحدة من نتيجتين: الأولى هي استحالة إحداث هذا التغيير، والثانية أن التغيير إن حدث قد يقود إلى أوضاع أسوأ من الأوضاع السيئة القائمة!
هناك أسباب اخرى لظاهرة العزوف الشباب ، في الأخير إن أي بناء أي مجتمع لايمكن أن يتم من دون أقحام و إعطاء الفرصة للشباب من أجل كتابة مستقبلهم و طريقة عيشهم المستقبلية ورفض بكل حرية كل الأنظمة المستبدة التي سعت إلى تلطيخ ووأد العمل السياسي و اخصاءه من أجل خلو الساحة لها (الانظمة المستبدة) لتعيث في الأرض فسادا و إستبدادا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire