زعيم حزب "الفجر الذهبي" نيكوس ميخالولياكوس |
"اخرجوا ذوى الرائحة الكريهة من اليونان"، هذا هو شعار حزب "الفجر الذهبي" المتطرف و المتعصب في بلاد الفلاسفة الكبار و الأداب المبدعيين و في بلد كانت أول من إحتضن الألعاب الأولمبية سنة 1896،
بدأ العداء إتجاه السلطة و بداية من مسلسل التطرف و التعصب الذي طغى على تصرفات الحزب بدأ منذ أن قامت السلطات الأمنية للبلاد بإعتقال زعيمه التاريخى نيكوس ميخالولياكوس إضافة إلى عدد كبير من نواب هذا الحزب الذى يطلق على اعضائه "النازيون الجدد" الذى له 18 نائبًا فى البرلمان المكون من 300 نائب ، و جاء هذا الإعتقال غداة مقتل مغنى الراب "بافلوس فيساس" المناهض للفاشية الدينية على يد عضو فى هذا الحزب .
وكان لهذا الحزب أنشطة مشبوهة و تصرفات إتسمت بالعدائية إتجاه المقيمين الأجانب و خصوصا " الجالية الباكستانية" " و العربية "و لم يسلم النشطاء اليساريون من بطش "مليشيات حزب الفجر الذهبي" و راح هذا الحزب يفسد في الأرض يمنى و يسارى من دون أدني رادع .
الحزب لم يستصغ فكرة إعتقال "زعيمهم " لأنه كان يظن أنه خارج القانون أو بالاصح هذا ماكان عليه لسنوات ماضية عديدة ، فأخد يقتل و ينهب بقوة السلاح، ويشوه بعنصرية بغيضة كل غريب يصادفه فى شوارع مدنه وبخاصة من ذوى البشرة السمراء، ويعتبره أنه هو المسؤول عن خراب بلده والجوع والعوز والحرمان اللاحق ب68 فى المئة من الشعب اليوناني، كما بدأ يشن غارات على الأسواق التى للمهاجرين فيها منصات بيع معروفة، فيحطمها ويحطم معها كل المحال التجارية المتواضعة التى يديرونها، مؤيداً بنسبة أكثر من 50 فى المئة من الشرطة اليونانية التى أثبت تعاونها مع الحزب فى حملات توقيف وتفتيش كانت تستهدف المهاجرين غير الشرعيين، وهو الأمر الذى دفع بالحكومة اليونانية إلى إقالة العديد من قيادات الشرطة ووقف بعضهم عن العمل لحين الإنتهاء من التحقيق معهم.
وبالرجوع إلى تاريخ هذا الحزب اليمينى الذى يتخذ رسما زخرفيا يونانيا قديما يشبه الصليب المعقوف شعارا له سنجد أنه قد تأسس فى الثمانينيات على أيدى قوميين متشددين لكنه لم ينتعش ويصير رقماً صعباً فى المعادلة السياسية اليونانية إلا فى سنوات الانهيار الاقتصادى الكبير، فى وقت تئن فيه اليونان تحت معدلات فقر وبطالة وجريمة وديون كارثية لم يسبق أن وصلت إليها الدولة الحديثة التى تشكلت واستقلت بحدودها الحالية عن السلطنة العثمانية فى عام 1829، أما بالنسبة للتمويل فلا أحد يدرى على وجه التحديد الجهة المختصة بتمويل الحزب، هل هى منظمات إرهابية دولية أم بلدان أخرى أم حتى رجال أعمال يونانيين؟ ويتميز أعضاء حزب "الفجر الذهبي" بقمصانهم السوداء وبتشكيلاتهم العسكرية المنظمة على الطريقة النازية، بحيث يتبادلون مثلا التحيات العسكرية بتشكيلها الهرمى فائق الانضباط، ما كان يوحى فى النتيجة بازدياد أعدادهم يوما عن يوم.
اليونان اليوم هي بين مطرقة الأزمة السياسية العاصفة التي تضرب البلاد و التي أدت إلى الفقر و الجوع و انتشار البطالة و بين سندان حزب دموي فاشي عنصري يعتبر نفسه خارج المعادلة القانونية و يرى ان من حقه طرد كل غريب عن البلاد مبرزا الوجه الشوفيني و البشع له .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire