أسوأ بديل هو أفضل من الطغاة الحاليين
من أكثر الفزاعات التي يستخدمها أعداء التغيير وفلول الأنظمة الساقطة والمتساقطة تداولاً على الساحتين السياسية والإعلامية أنه ليس هناك بديل للأنظمة التي ثارت عليها الشعوب، وأنه من الأفضل للبلدان الثائرة أن تقبل بالأنظمة الحالية مع بعض الإصلاحات الطفيفة على أن تنتقل إلى مستقبل مجهول المعالم على مبدأ:"تمسك بقردك كي لا يأتيك أقرد منه". وللأسف الشديد فقد انطلت هذه الخدعة السخيفة حتى على بعض المثقفين الذين بدوا وكأنهم ابتلعوا الطعم، فراحوا يحذرون من عدم وجود البدائل المناسبة لبعض الأنظمة المهترئة المهددة بالسقوط.
لا شك أن مثل هذه التبريرات الخادعة تنزل برداً وسلاماً على الطواغيت الذين مارت الأرض وتمور تحت أقدامهم في أكثر من بلد عربي، لكنها بالتأكيد لن تحميهم من السقوط الحتمي، فقد توصلت الشعوب إلى نتيجة مفادها أن أسوأ بديل هو أفضل من الطغاة الحاليين، ناهيك عن أن الأنظمة التي تتحجج بأنها الأفضل لعدم وجود بديل يسد الفراغ الذي ستتركه، هي من عملت منذ عشرات السنين على إخصاء الحياة السياسية في البلاد العربية كي تكون أرضنا قاحلة وجرداء سياسياً، وبالتالي غير قادرة على إنتاج أي شخصيات وأحزاب قادرة على منافسة الأنظمة الحاكمة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire