dimanche 20 mai 2012

موازين في بلاد لا موازين بها


ينطلق المهرجان المغضوب عليه شعبيا بساحات العاصمة الإدارية وسط سخط و غضب شعبي واسع وتبذر فيه اموال باهضة على حفنة من المغنيين التافهين و الطامعين في الربح المادي فقط ... ينظم المهرجان في تحد سافر لإرادة الجماهير التي طالبت بإلغائه سيما ان بلادنا تمر بفترة حرجة و ظروف اقتصادية ومالية جد صعبة، و حالة من الاحتقان الإجتماعي تتزايد حدته مع الإرتفاع المهول لممعدلات البطالة التي قدرتها آخر الإحصائيات الدولية بنسبة 30%، و ارتفاع هامش الفقر الذي يقبع فيه أكثر من 60 % من سكان ومواطنين البلاد ، في الحواضر وفي العالم القروي بشكل أفظع، ناهيك أن 25% من إجمالي السكان مهددون بالفقر في أية لحظة.وتعد حصة المواطن المغربي من الناتج الداخلي ضعيفة للغاية، فهو لا يتجاوز 4550 دولار في السنة، وتدهور المنظومة التعليمية وتأخرها مقارنة بالدول القريبة منا في ظل غياب تصور شامل يضع النظام واختياراته تحت المجهر، ويحدد الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة. بالاضافة إلى انفراد الدولة باتخاذ قرارات مصيرية، وتهميش لقوى المجتمع ومختلف المؤسسات والهيئات التي لها علاقة بقطاع التعليم. ينظم المهرجان إذن في عز الربيع الديمقراطي الذي حل بالمنطقة العربية وأطاح باعتى وأقوى الانظمة الديكتاتورية وأكثرها تسلطا في العصر الحديت، ووسط الكم الهائل من الشهداء الدين سقطوا ويسقطون يوميا في سوريا و باقي دول امتداد الربيع العربي. ينظم مهرجان هده السنة في ظل حكومة جديدة قيل عنها انها منبثقة من انتخابات "نزيهة" و"ارادة شعبية"، تلك الحكومة نفسها، أو بالأحرى تلك الوجوه التي طالما نددت بتنظيم مهرجان موازين لما كانت في صفوف المعارضة وقطعت على نفسها وعد إلغاء المهرجان بمجرد صعودها "لسدة الحكم" فكان أول المقاطعين حتى وقت قصير رئيس الحكومة السيد عبدالاله بنكيران ، الذي ظل يصرخ ، ويـ ( خبط الطوابل ) من اجل إيقاف زحف هذا البلاء الذي ألم بالشعب المغربي ضدا عن إرادته ، لكن الجديد في الموضوع أن السيد رئيس الحكومة قد تغيرت مواقفه السابقة رأسا على عقب ،تماما عكس ما كان قبل شهور من تسلمه زمام رئاسة الحكومة،كنا ننتظر أن ينتفض حزب العدالة و التنمية ضد هذه المهرجانات التي لا تخدم مصالح البلاد بقدر ما تغرقها في دوامة من المشاكل التي نحن في غنا عنها ، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث ، هنا فقط تيقنت أن الأمر اكبر من بنكيران و حكومته التي عينها الشعب ، و التي يجب تستجيب لإرادته ، و الشعب يقول بمقاطعة موازين ، فكيف إذن تمارس الوصاية على شعب بأكمله ، من اجل أقلية تأيد هذه الفوضى ، و التي لا تمثل حتى خمس هذا الشعب .ينظم المهرجان في مغرب قيل عنه انه بلاد الديمقراطية و الحرية في وقت يحاكم و يقبع ابناء البلد الشرفاء في السجون في استمرار واضح لسياسة تكميم الافواه التي تعارض و تطالب بالحرية و العيش الكريم .الم يكن حريا بصناع القرار في البلد ان يتعاملوا مع المعطلين بنفس الجدية التي يتم التعامل بها مع مهرجان موازين عوض "اشباعهم زرواطة " و اهانة كرامتهم لا لشيء الا لانهم يطالبون بحقهم المشروع في التوظيف، في حين تكلفنا مغنية مبالغ مالية خيالية مقابل ساعتين من الرقص و المجون " فلوس البلاد تايديهم البراني" لو تم استغلال الاموال الطائلة التي تصرف على هذا المهرجان لما تبقى معطل واحد في البلد حسب تصريح للسيد بنكيران قبل توليه رئاسة لحكومة...لماذا لايتم النهوض بالقطاع الصحي للمغاربة الفقراء الذين يعانون من جراء فساد هذا القطاع الدي يثقل كاهلهم باموال و مشاكل لاحسرة لها ... واين هو اصلاح النظام التعليمي و الرقي به الى مصاف الدول المتقدمة؟انا لست ضد تنظيم مهرجان موازين لكن انا ضد الاموال الباهضة التي تصرف على الفنانين الذين هم في غنى عنها اصلا وتهميش الأولويات...؟ لماذا يقصى الفنانون المغاربة وحتى الاجانب الذين لا تستدعى دعوتهم أموالا باهضة ويتم احترام الهوية المغربية و تقافتنا المتجذرة في أعماق التاريخ.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة