jeudi 5 décembre 2013

أنقذوا المدينة أو على الأقل ما تبقى منها


مدينة سطات أم زطاط  أم عاصمة الشاوية  .. فلتكن كما هي مهما اختلفت المسميات .. فالواقع ملموس .. وهو الميزان في تقييم حجم الكلمة أو المسمى ..

مشاريع طال انتظارها .. ومشاريع ربما متوقفة .. ومشاريع أصبحت منسية لا ذكر لها .. ولا حتى في ذاكرة من سمع ذلك المشروع .. فالزمن كفيل بأن ينسي الإنسان أخبار قد عفى عليها الزمن .. 

سطات .. هذه المدينة  أو القرية الكبيرة كما أستشعرها وأنا إبنها .. ففي نهار يومٍ واحد تكون قد أنهيت زيارتها .. وتكون قد شعرت ربما بالملل كزائر .. أما أن أعيش فيها .. فهي الدنيا كلها بالنسبة لي .. 


ولكن بعيداً عن الشعارات والعواطف .. فلنتطرق قليلاً إلى واقع سطات نغوص في بعض من مشاكلها . (المشاكل كما أراها أنا )

سأحاول أن أتطرق لبعض المشاكل التي تعاني منها المدينة و تؤرق بال المواطن البسيط ، و تعتبر أخر هم المسؤوليين الذين يلهتون وراء المناصب و الكراسي  أياً كانت النتائج و المصائب التي من الممكن أن تحل بالمدينة :

القطاع الصحي :

يعاني هذا القطاع من خلل عميق و فوضى واضحة و تسيب في طريقة تسيير المرافق الصحية بالمدينة ،و نقص على مستوى الموارد البشرية و المعدات الطبية والتجهيزات الخاصة ببعض الأمراض،   وإن  الحالة التي يوجد عليها المستشفى الجهوي الحسن الثاني لخير دليل على مدى اهتراء الوضع الصحي و جسامة الخروقات الموجودة به،  بحيث يشهد هذا المرفق الصحي  اكتظاظا من حيث عدد الوافدين عليه من مختلف مناطق الإقليم والجهة.

أما قسم المستعجلات فحدث و لا حرج ، فهدا القسم يعاني من الفوضى و العبثية في التسيير  فكم من مرة يتحول هذا القسم إلى حلبة للعراك و الشجار بين المرضى و الحراس  . و في كثير من الاحيان يعاني المرضى من سوء الاستقبال و الإهمال و ألا مبالاة .

 وحتى لاننسى الجرح الغائر الذي سببته قضية البنج الفاسد هذا الحادث المؤسف كفيل بطرح مئات علامات الاستفهام على الوضع الصحي بالمدينة .

ارتفاع معدلات الجريمة :

تشهد المدينة في الآونة الأخيرة نسبة جريمة مرتفعة ، بحيث أصبحت ساكنة المدينة تصحوا على أخبار القتل المروعة  و السرقة و النصب و الاحتيال و الاغتصاب  ، و أصبح المواطن السطاتي لايقدر على الحركة بشكل عادي و مريح كما في سابق و أصبحت حركته مقيدة بسبب خوفه من المجرميين و قطاع الطرق . هنا نطرح السؤال : مادور السلطات الأمنية في الحفاظ على أمن المواطن السطاتي ؟ 

الثقافة ... خارج المعادلة

تعاني المدينة من شح واضح في المراكز و المنشئات الثقافية التي من شانها خلق انتعاشة و حركية ثقافية

داخل المدينة ، المصيبة الكبرى هي محاولة المجلس البلدي تفويت "الخزانة البلدية" لصالح جامعة الحسن الأول  ،  بغرض الهروب و التنصل  من  مسؤوليته الثقافية التي أبان عن فشل ذريع في تحملها ، عوض تطوير هذا الفضاء و تحسين مرافقه و الرقي بخدماته المقدمة للوافدين على المركب .

الرياضة المنسية :                                                              

شكل فريق النهضة السطاتية علامة بارزة و منارة رياضية  مضيئة على مر سنوات عديدة ، إستطاع الفريق إحراز لقبين وطنين (بطولة و كاس عرش) ، و فرخ الفريق لاعبين كبار رسموا الابتسامة على وجوه الساكنة ، و طعموا المنتخب الوطني و شرفوا البلد  في المحافل الدولية ، و لاعبون آخرون طالهم النسيان و الإهمال  يذكرهم السطاتي بكثير من المرارة و الغصة الكبيرتين . حاليا الفريق يعاني في صمت داخل  الأقسام المظلمة  و أصبح لامحل له من الإعراب وسط كومة الأندية الوطنية ، فبرغم من أهات و صرخات الغيورين إلا أن لاحياة لمن تنادي  فالمسؤولين اختاروا سياسة غرس الرؤوس بالرمال و صم الأذان ... مدينة بحجم سطات لاتتوفر على فريق بالقسم الأول انه لأمر مخجل حقا ! 

حديقة عامة .. متنزه بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. عفواً لا يوجد

هنا لا اريد الإطالة عليكم .. فيكفي ما كتب عن واقع المتنزهات والحدائق .. فيا أيها المسؤولين .. عذراً ثم عذراً .. المتنزه ليس مجرد أرض محاطة بسياج أو سور ما إن استقبلت بعض العائلات أصبح ممتلئ .. وهو لا يتعدى مساحة ارض صغيرة .. !؟

تلك  فقط بعض من المشاكل التي تغرق فيها عاصمة الشاوية  ، و يبقى السؤال إلى متى هذا الوضع الكارثي ؟ الم يحن الوقت لتضافر جهود جل مكونات المجتمع المدني ؟

يجب على كل غيور و محب لهذه المدينة أن يساهم من مكانه و قدر استطاعته من اجل النهوض  ولملمت جراحها  ونفض الغبار على ثوبها ، وإزالة الأشواك على جنبات طرقها  ، و لن يتحقق هذا الأمر دون نسيان الخلافات و التضافر الشعبي و جعل مصلحة المدينة فوق كل اعتبار ... يا شرفاء و أخيار أنقذوا المدينة أو على الأقل ما تبقى منها .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة