mercredi 4 décembre 2013

يسري فوده: في ذمة الله مَن لا يريد لنا أن نبكي عليه .. الفاجومي



في ذمة الله واحدٌ من عيون مصر، لم يخش يوماً سيفاً و لا خضع أبداً أمام جاهٍ أو مالٍ أو سلطان. على مدى عقود من تاريخ الاستبداد و الفساد في بلادنا، كلماته رشقُ ثورةٍ في حائط من الضياع و وخزُ نصلٍ في ضمير من لا ضمير له .. بكل أريحيةٍ و بكل إصرار.


من ستينات القرن الماضي و نحن في محاكم التفتيش في النفوس و العقول و الضمائر. إن كان لواحد منا فضلٌ كبير في نبش النباشين فهو له و لقلةٍ من جيله. جيفارا مات / آخر خبر ف الراديوهات / و ف الكنايس / و الجوامع / و في الحواري / و الشوارع / و ع القهاوي و البارات. في ذمة الله الفاجومي، أحمد فؤاد نجم. في ذمة الله من أراد لنا أن تكون لنا إرادة، مَن لا يريد لنا أن نبكي عليه.


إنا لله و إنا إليه راجعون. في هذه اللحظات تتلقى أسرة فقيد مصر و العرب، أحمد فؤاد نجم، مع رفاقه و مريديه، العزاء في روحه في مشهد كان يعرف أنه لا بد واقع. كانت جنازته قد خرجت من مسجد الحسين بعد صلاة الظهر إلى مثواه الأخير بعد أن وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح اليوم عن عمر يناهز الرابعة و الثمانين. ولد نحيلاً و مات نحيلاً لكنه خلّف وراءه عفاف و نوارة و زينب و ثروة من الإرادة و الإبداع و الأصدقاء و التلاميذ. حتى أعداؤه لم يستطيعوا حقاً أن يكرهوه و قد اختلط طينه بطين مصر. أتاها ثائراً و عاشها ضميراً و فارقها مطمئن النفس و هو يحمل رسالة من نوع خاص إلى رفيق الدرب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة