samedi 27 septembre 2014

المغربي.. الرجل الذي أسقط النظام بـ''جرة قلم'' - حوار


ردهة طويلة، بالدور الرابع لـجريدة ''الأهرام''، تتراص على جانبيها صور، ميدان التحرير يطل بتجمعاته، ملامح بين غضب وفرحة وترقب، الأعلام المصرية واللافتات المرفوعة، ''بانوراما'' لأعوام ثلاث تمر في دقائق حتى الوصول إلى ركن زجاجي، هدوء مسيطر يتخلل الإضاءة المبهرة المنبعثة من ''صالة التحرير''، تُعرف بسيماها دون دليل؛ مكاتب انتهى يوم آخر لعمل أصحابها فذهبوا عنها، إلا قلة، بدأ وقت عملهم، الساحة تفرغ لهم، هو منهم، بل يتقدمهم، طاولته حاضرة، قلم باليد، وورقة بيضاء تنتظر أحباره ليسطر''مانشيت'' جديد، تخرج به الجريدة الرسمية صباح يوم حدث مهم.
''الشعب أسقط النظام'' لقارئه هو عنوان تحتفظ به الذاكرة عن ''الأهرام'' في لحظة تغير بها كيان البلاد ولـ''محمد المغربي'' هو ''المانشيت'' الذي أدخل كاتبه ''التاريخ''.
الجلابية ودخول التاريخ
11 فبراير 2011، كان اليوم الجمعة أجازته الأسبوعية، الشارع مكتظ بالمحتفلين، تحقق الأمل المنشود منذ 18 يوم، اصطحب ''المغربي'' زوجته ''نشارك الناس فرحتهم''، في الطريق إلى ميدان حدائق القبة حيث المكان الأقرب لسكنه توجها، دقت الساعة التاسعة مساءًا، يرن الهاتف، دون تحية يأتي صوت ''أنور عبد اللطيف''– نائب رئيس التحرير ورئيس قسم الإخراج الصحفي بالأهرام- ''تحب تدخل التاريخ؟''، بغير تردد أجاب الخطاط الصحفي، ثم أغلق الهاتف، أخبر زوجته أن تعود للمنزل لأن عليه الذهاب إلى الجريدة ''فورًا''، فانتفضت قائلة ''هتروح بالجلابية''.
لم يتوقع أن يأتيه نداء العمل في تلك اللحظات، لذا لم يتقيد بزيه، جلباب رمادي و''شبشب'' كان يرتدي؛ قرب منطقة رمسيس، الزحام شديد، الـ''تاكسي'' لا يتحرك، لم يجد ''المغربي'' مفر، انطلق تاركًا زوجته بالسيارة، جريًا استكمل الطريق حتى ''الأهرام''، دلف مهرولاً، ورجال الأمن من ورائه فزعى، ما تبينوا الرجل ''أبو جلابية''، حتى استوقفوه، وتأكدوا من هويته، ثوان كان أمام طاولة الرسم خاصته.
امتدت يداه إلى الأوراق، تحسس جيبه ''نسيت النضارة''، لم يعبأ، أمسك بالقلم، فرحة تختلج القلب ما شعر بها من قبل، أخذ يسطر حروف أول ''مانشيت'' يتصدر صفحة ''الأهرام'' منذ انضامه إليها ''الشعب أسقط النظام''، عشر دقائق استغرقها في الكتابة، ليلحقها بـ''مانشيت'' الملحق بخط الرقعة ذاته المفضل له ''انتصرنا''.
''الأهرام اترد لها اعتبارها'' هكذا شعر ''المغربي'' حينما رأي ''المانشتات'' في اليوم التالي، فالانتقادات الموجهة للجريدة الرسمية بموالتها للنظام سقط مع حروف ذلك العنوان على حد قوله.
منذ ذلك التاريخ بات ''المغربي''؛ توقيع تنساب حروفه تُذيل الكلمة الأخيرة للعنوان المتصدر للصفحة الأولى بلونه الأحمر، وأصبحت يد صاحبه تمتلك النظرة الأولى والطابع المتروك عن الجريدة الرسمية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ليس لكونها أول مرة يعلو بها ''مانشيت'' عن شعار الصحيفة منذ 30 عامًا، لكن للمضمون المخالف لما كانت عليه الصحيفة قبل ساعات، وسنوات كان فيها خطاط الأهرام كما يطلق عليه ''معافرًا'' لتحقيق حلم وحصاد موهبة ظهرت مع خطواته الأولى وهو طفلاً.
''سلم'' البداية
السادس من سبتمبر قبل 58 عامًا، تتمايل زروع قرية ''القشطة'' بالمَنّزلة-محافظة الدقهلية-، الأب يعمل بالأرض من أجل رزق أبناءه، الذي استقبل ثانيهم، ''محمد''، باركوا اسمه، عسى الصبي يكون سندًا إذا ما أتى الزمن بما لم يُتوقع، مختلفًا كان، تحفظ عيناه ويدون سمعه تفاصيل الأشياء، ''في أسرة فقيرة'' نشأ ''المغربي''، تلك السيدة التي ضمت صرخته الأولى لها شأن كبير في حياته ''هى أول حد اكتشف موهبتي''.
مع أول حصة في المدرسة الابتدائية، بصفه الأول أبصر''الأستاذ عوض''، تمر يداه على ''السبورة'' خاطًا الحروف بجمال لم تنساه عيناه، ينتهى اليوم الدراسي، يأخذ بعض ''الطباشير'' معه للمنزل، الحوائط من الجير الأبيض ''كانت بتغريني أكتب عليها''، تنهال يداه كتابةً ورسمًا، تدلف أمه، تنظر إلى فعلته، ينتظر الصغير غضب ينصب عليه لكن ذلك لم يحدث قط، تمتد حروف ''المغربي'' لما استطاعت يداه إليه سبيلاً، حتى دلفة خزانة الملابس ''كانت حلوة أوي في الرسم والكتابة عليها''، يكتب، فتتسخ الملابس، تأتي الأم، تبتسم، تمسح من ورائه وينتهى الأمر ''مكنتش بتزعقلي''.
''المغربي'' لا ينسى ولا يتوقف، لا شاغل له إلا أشكال الحروف؛ في صلاة الجمعة يجلس على حصير المسجد، يتأمل الآيات المنقوشة على جدرانه، تداعب يداه الهواء برسم الحروف كما يراها، أو يسمعها من الإمام، ''سقطت في 3 إعدادي بسبب الخط'' لم يكن محبًا لمادة العلوم، كلما بدأ المذاكرة، راودته الحروف، لينشغل برسمها وكتابتها على الأوراق.
وكأن القدر يلاحقه، بالصف الرابع الابتدائي لازال يتذكر ''أستاذ أحمد عبد العظيم'' بمدرسة ''ميت غمر''، المدرس الشاب الذي زاد من شغفه بالخط العربي لحسن كتابته، وفي تلك الأيام فور عودته من المدرسة، اختلفت المرحلة الدراسية ومعها الطبشور، الملون منه كان له طابع مختلف يليق بالفاصل الأبيض بين حائط وسقف المنزل.
نظرة تحدي قرر بعدها الصبي جَلبَ السلم، صعدَ كاتبًا بخط كبير كي يراه الجميع، أخذت تنساب يداه على الجانب الأبيض حتى انتهى من كتابة ''وقل ربي زدني علمًا''، وظلت تزين الجدار، تسر الناظرين من أهل البيت وضيوفه.
بصعوده هذا تأكد لآل ''المغربي'' موهبة ابنهم التي زرع أبواه نبتها ''كان خطهم حلو''، رغم أنهم لم يتلقوا قدرًا كبيرًا من التعليم ''أمي خرجت من سادسة ابتدائي'' غير أن ذلك بمعاير أهل القرى كان درجة تعليمية مرتفعة، فضلاً عن كونها لم تكن سيدة ''عادية''.
المدرسة ''أم''
بلسان ''ريفي'' مبين ظلت تُحيه بكلمات تطرب أذنيه حتى الآن ''محمد يا قلبيني وعنتيني وروح الروح''، ما كان حنو الأم وطيبة نفسها هو ما يحتفظ به ''المغربي'' عن السيدة التي لا يذكر سيرته الحياتية أو المهنية إلا وخاض في تفاصيل ذكراها، المشادة التي قد تحدث بين أي زوجين لم تخرج عن ''كتاب كانت عايزاه''، قارئة نهمة عرفها الابن رغم ''الجيش البريطاني''-كما وصف عائلته المكونة من 8 أبناء-، يستيقظ مساءًا في بعض الأحيان على صوت أبيه ''ما تطفي النور ده عايزين ننام، لا تغفو والدته دون قراءة شيئًا ما، توقد المصباح المجاور للسرير الحديدي، واضعًة الكتاب على رجليها، تنهل من صفحات إحدى الكتب الموضوعة على ''التسريحة'' التي لا تفارق صورتها مخيلة الصبي؛ كتب تغطي سطحها رغم بساطة الحياة وضيق ذات اليد.
لم يرث الابن شغف والدته بالقراءة حال رسم الكلمات، وإن اكتسب منها معرفة الكلمة الجيدة دون غيرها ''بنجذب لأي شيء تقع عليه عيني''، لكن الحب والقدرة على لم شمل الأسرة ظل زاده منذ نعومة أظافره.
''أمي ما بتسلمش..أمي بتحضن''، دقائق حنان شاركه فيها أصدقاؤه لم تتوقف عنها حتى آخر لحظات حياتها قبل خمسة أعوام، تقاسما فيها الحياة بوجوهها؛ حزن وفرح ''لما جت القاهرة وديتها المسرح والسينما''، المشقة، والقلق على العمل، كانت له بمثابة مستشار، يأخذ رأيها في رسوماته ''حلوة بس لو الكلمة جت كده شوية'' تخبره عن رأيها، أما هو لها فـ''رفيق عمري'' كما تصفه، ما استطاع أن يحل جزء من مكانها سوى زوجته التي غدت تقول الكلمات ذاتها إذا ما أخذ رأيها، فقد اكتسبت خبرة شاركت بها ''المغربي'' .
مسؤولية وحلم
عامان قبل التحاق ''المغربي'' بالثانوية العامة كانا الأقسى على الأم وابنها البكري، توفى الأب بعد معاناة مع المرض ''صرفنا كل اللي ورانا وقدامنا''، لم يعد للأسرة عائل، اضطر ''المغربي'' الانصياع لحديث خاله ''مايدخلش ثانوي يطلع يساعد أخواته''، التحق بدبلوم المعلمين كان أفضل من لا شيء، 5 سنوات يحصل بعدها على مؤهل فوق المتوسط، في القلب غصة، وما باليد حيلة ''لما يخلص اليوم الدراسي كنت اشتغل عند الفلاحين''، أما الأجازة فله، استغل موهبته، يكتب لهذا لافتة، ويخط لذاك آية قرآنية على محله، 30 قرش كان أول مبلغ يتحصل عليه، عرف من وقتها مهنة ''الخطاط''.
استمر الوضع، سأم الشاب، العمل مدرس هو المصير المنتظر الذي لم يريده، أراد الالتحاق بالجامعة، أفصح عن رغبته لخاله الذي تولى رعايتهم بعد وفاة الأب، ''لو شديت حيلك هدخلك الجامعة''، قالها له، تهللت أسارير ''المغربي''، بذل الجهد حتى العام الأخير، 80% جاءت نتيجته للسنة النهائية، الحلم يقترب، لكن القدر كان له ترتيب آخر ''يوم النتيجة خالي مات''، مصعوقًا بالكهرباء يوم 24 إبريل 1981.
الاستسلام لم يعرف طريقه قط لـ''المغربي''، اختار أن يروض واقعه من أجل ما يؤمن به، اشتغل بالتدريس، والتحق في الوقت ذاته بمدرسة الخط العربي، لتأتي محطة فاصلة في حياة الشاب عاشق الخط العربي.
الجيش والأهرام
في عمر الخامسة والعشرين التحق ''المغربي'' بالجيش، لم يعد مفر من تأجيلها أكثر من ذلك بعد تعثر أخيه الصغير في الدراسة، بالقاهرة كان أداء الخدمة العسكرية، ''ناس كتير بالنسبة لها الجيش فترة صعبة الحياة بتتوقف فيها''، لكن الشاب العشريني استطاع أن يسخرها، الالتزام أكثر ما زاد من خبرته، مع دقات الخامسة فجرًا يستيقظ الشاب العشريني، 6 جنيهات ونصف كل ما كان يمتلكه في تلك الفترة، ما كان باستطاته مساعدة أسرته، قرر البحث عن عمل، تحرك صوب هدفه، العمل بالصحافة، ''مجلة الزمالك'' كانت عشق ''المغربي''، يقرأها في قريته، فضلاً عن ميوله الكروية تجاه النادي، لذا ذهب إلى هناك.
تقابل للمرة الأولى مع رئيس تحرير الأهرام في تلك الفترة ''مرسي عطا الله''، ورئيس نادي الزمالك حينذاك ''محمد حسن حلمي''، لينضم إلى المجلة، ومن ثم الجريدة الرسمية، ''اشتغل ويرموا الشغل في الزبالة'' بابتسامة مشيرًا إلى سلة القمامة جواره بينما يحمل الآن لقب مساعد رئيس التحرير الأهرام قال ''المغربي'' عن بداية عمله، أول عنوان خطه، كان ''لوجو'' جريدة الشعب عام 1982، حتى تلك اللحظة خبرته كانت العمل المعتمد على الموهبة ''أنا لغاية دلوقتي بدرس''، أما عنوانه الأول في ''الأهرام'' كان لمقال الكاتب ''رشاد رشدي'' بالصفحة الثالثة للعدد، صدفة كان الأمر، تغيب الخطاط الرئيس في ذلك الوقت لأجازة الصيف، ما كان هناك بديل غيره، توالى عمله خاصة في ملحق الجمعة.
أضحت الجنيهات الست، 20 جنية تزداد بإقبال الجرائد والمجلات الأقليمية، ''أنا خطاط محظوظ'' يصف نفسه رغم الطريق الذي لم يكن يسير، استقر ''المغربي'' في القاهرة عام 1983، حينها عزم استكمال الدراسة الجامعية، التحق بكلية التربية –قسم رياضة-، غير أنه مع قرار تعينه بـ''الأهرام'' عام 1985 ''سبت التعليم بكل ما فيه''، انشغل بالعمل ''أكون أو لا أكون'' هدفه، ولا سبيل إلا النجاح.
بالطريق كان ''سمير عزيز'' الأب الروحي لـ''المغربي''، يدعم موهبته بخبرة العمل الصحفي ''كان بيتعامل معايا أكتر من الأب''، يمنحه الفرصة، ويجلب له العمل حتى لا تتوقف يداه.
''ثروت أباظة، إحسان عبد القدوس، عبد الرحمن الشرقاوي، زكي نجيب محمود'' وغيرهم كان ''المغربي'' خطاط عنوان مقالاتهم بـ''الأهرام''، لم يلتق بهم لكن إمضاؤه الذي كان وقتها ''محمد المغربي'' يحتفظ به أرشيف ''الأهرام'' ملحقًا بأعمال الكبار.
في التسعينات ''طمعت أبقى صحفي''، لم يكن ذلك ممكنًا، الحصول على المؤهل العالي حائل أمامه، رغم أنه كان ''سكرتير فني'' للجريدة الرسمية الأولى، ''أنا دايما طماع في العلم وعندي عزيمة'' لذلك لم يعبأ لأبنائه الثلاث، التحق بكلية التجارة عام 1996، ما بين العمل والدراسة المنقسمة للخط العربي والجامعية ظل ''المغربي''، حتى مرض ابنته الكبرى ''هند''؛ ضربة قاسية في حياة الرجل، فلذة كبده طريحة الفراش لمرض مميت، لكنه قاوم ''كنت بذاكر جنبها في المستشفى''.
رحلت ''هند''، تاركة لأبيها ابتسامة لم تفارقه يستمدها من أبنائه ''هالة وأحمد''، واصل عمله حتى وردت له عام 2004 فكرة الكتابة مع الاستعانة بالخط ''بقيت أجيب لوحة واعمل منها مادة صحفية''، تحت عنوان ''من روائع الخط العربي'' حمل ''المغربي'' مهمة تعريف ذلك الفن لقراء ''الأهرام''.
الخطاط والـ''مانشيت''
لا يعبأ ''المغربي'' لمضمون ''المانشيت'' بقدر جودة إخراجه في أبهى شكل، وإن كان منها ما يسر النفس وما يوجمها حال ''محد مرسي أول رئيس مدني للجمهورية''، لم يكن من مريديه، انتخب ''حمدين صباحي'' في الجولة الأولى، ليبطل صوته في الثانية ''مابحبش الأخوان'' لكنه اعتاد ألا يتأثر عمله بانطباعاته، أقل من ثوان معدودة ويعود لحالته التي يتطبع بها لحظة الكتابة.
الخطاط الرجل الوحيد بعد رئيس التحرير الذي يعلم بعنوان ''الأهرام'' قبل صدوره، ''أمانة'' يحملها بين يديه وبعنقه، لا يجوز لها أن تتسرب ''ياما صحاب زعلت مني'' لتكتمه الأمر عنهم؛ كأنما ''سر حربي'' هو ''الـ''مانشيت'' بالنسبة له، في كل مرة مهمة ثقيلة رغم محبتها؛ يخطه على الورق، لاصقة سوداء تخفيه، يدًا بيد إلى منفذ الصفحة، لا يطمئن إلا مع طبع الجريدة، تلك الحالة الوحيدة التي يمكنه البوح بها.
السادسة مساء الثلاثاء 2 يوليو 2013 كان يوم آخر حافل، السعادة كانت لسان حال ''المغربي'' وهو يخط ''اليوم إقالة أم استقالة''. في الغالب يأتيه مضمون العنوان بينما يداه تسطره، لكن لا مانع من إبداء الـسكرتير الفني لـ''الأهرام'' برأيه حال ''عزل مرسي''، كان الفكر يذهب ليكون على وتيره سابقه ''الشعب أسقط الأخوان''، لكن اقتراح الخطاط الصحفي كان متصدرًا الصفحة الأولى باليوم التالي ''عزل الرئيس بالشرعية الثورية''، وكذلك بعد إعلان نجاح السيسي في الانتخاب، حيث تبادل المشورة بأن يكتب الاسم كاملاً في الـ''مانشيت'' ليكون ''عبد الفتاح السيسي رئيسًا''.
''خطاط الأهرام'' اللقب الذي يفضله ''المغربي'' لا ينافسه حتى ''الفنان'' الذي يطلقه عليه زملاء الجريدة، بـ''صالة التحرير'' يستعد في كل مرة إلى ''مانشيت'' جديد، مهيأ دائمًا ولا يُنحي تركيزه شيء ''اشتغل وسط الجن الأزرق''، فتوقفه عن رسم الكلمات لن يكون إلا يوم ''ما توقف إيدي''.
المصراوي 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة