وأنا أقرأ رسالة والدة الصحفي الامريكي المختطف من "داعش" ل "البغدادي" وماحملته من عبارات الأسى و الحزن و الإستجداء و ليس بعيدا ان تكون قد كتبت رسالتها و الدموع تنهمر من عينيها ففراق الابن و الخطر الدي يداهمه امر صعب و رهيب و لايمكن لاحد تصوره غير ام فقدت ابنها .
من يجب عليه ان يدرف الدموع و يشعر بالعار في الحقيقة هم نحن المسلمون من جراء مايحدث في العراق و سوريا تحت يافطة لااله الاالله ومحمد رسول، فالصور القادمة من هناك بشعة و مقززة فالذبح اصبح على عدد الركعات و تكبيرات الاسلام ،فليس من المعقول ان يصل هذا التطرف لهذا الحد المجنون والغير المقبول والذي لايمكن استعابه وتصوره .
المعضلة الكبرى ان هناك من الشباب المسلمين من يزال يدافع عن هذا الفكر الظلامي و الخرف المتخرف ومستعد للالتحاق بهذا التنظيم من اجل نشر الاسلام على حد زعمه واقامة خلافة المسلمين على حد فهمه .
فمثل هذه التنظيمات تختار بعناية مركزة ضحاياها من الشباب الفقراء و الفارغين فكريا و المأدلج و المُعَبأ بافكار ارهابية تكفيرية ترى العالم كافرا و هم فقط المسلمون الاخيار و اصحاب الجنة و كانهم يملكون مفاتيحها و جهلوا ان تلك من شان الله عزوجل .
داعش وماشابها ماهي الا نتاج لثقافتنا الضيقة الاقصائية والعدائية: هل جاءت هذه الجماعات من كوكب آخر غير كوكبنا؟ هل جاؤوا بدين جديد، وإسلام آخر، وشريعة مختلفة ؟! لقد نهلوا من كتبنا وأدبياتنا ومفاهيمنا الراديكالية. قد يقول قائل: كلنا نهلنا من ذات الثقافة فلِمَ لم نكن مثلهم؟ والجواب أن الفرق بيننا وبينهم هو التطبيق. هم تلقوا الفكر الخاطئ مثلنا وتأثروا به وطبقوه بينما غيرهم اكتفى بشرب المعلومة نظريا " وفلسفياً.
حان الوقت لتبني خطاب ديني يشمل جل الفرقاء و لايميز بينهم على اساس العرق او الدين و يعامله بمواطنة كاملة و تبني ايضا خطاب سياسي يرقى الى المطلوب و يكون اكثر واقعية و يستطيع ملامسة هموم الشعب و معاناتهم اليومية.
على الهامش: وحتى اكون اكثر واقعية فانا كنت طرفا في حوار مع شخص يسكن بجوارنا سبق ان توفي اخ له في سوريا دهب ل"يجاهد و يقاتل المشركين " ، فذالك الشخص نمودج صارخ عن داعشي يتمشى بالارض ومشروع قاطع الرؤوس مستقبلا بكل تاكيد .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire