يستمر مئات الالاف المصريين من شتى مشارب و الاتجاهات السياسية و الدينية التظاهر في ميادين مصر المختلفة و ابرزها ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية في اعادة للتوجه للثوري المصري الدي عرفته قاهرة المعز إبان خلع الرئيس المصري ،الدي كان الحكم الصادر في حقه و زبانيته الشرارة التي أشعلت الغضب من جديد في الشارع المصري .
الاحكام جاءت اهانة للشعب المصري ونكسة لاستقلال قضائه، فمن غير المعقول ادانة وزير الداخلية والحكم عليه بالسجن المؤبد وتبرئة ستة من مساعديه كانوا بمثابة الاداة التنفيذية لقرارات التصدي للمتظاهرين وقتل الف منهم.ومن غير المنطقي ان يحصل اكبر رمزين للفساد في مصر وهما جمال وعلاء مبارك على حكم بالبراءة من تهم الفساد الموجهة اليهما واصغر طفل في مصر يعرف جيدا انهما امتلكا المليارات باستغلالهما لمنصب والدهما في قمة هرم الحكم.هناك من يدافع عن القاضي المستشار احمد رفعت الذي اصدر هذه الاحكام بالقول انه استند الى الادلة التي امامه، سواء بالادانة او بالتبرئة، وربما يكون هذا صحيحا، ولكن الاجراء السليم هو اعادة المحكمة او تأجيل اصدار الحكم طلبا للمزيد من الادلة.فعندما يكون المدعي العام هو نفسه الذي عينه النظام المخلوع وكذلك قادة الاجهزة الامنية الذين من المفترض ان يقدموا الادلة الدامغة، فان هذه الاحكام متوقعة، بل ماهو اسوأ منها بكثير، فهؤلاء يدافعون عن نظام ما زالوا يعتقدون انه قائم ولم يتغير.الثورات عندما تطيح بنظام فانها تقتلعه من جذوره، وتبدأ باقامة نظامها وبناء مؤسساتها على اسس جديدة، ووفق منظورها الخاص والمبادئ والاهداف التي انطلقت من اجلها، ولكن هذا لم يحدث في الثورة المصرية حتى الآن على الاقل.الذين تظاهروا في ميدان التحرير يوم امس فعلوا ذلك لانهم ادركوا بحدسهم الثوري والاخلاقي ان هناك من يدوس على جراحهم، ويريد ان يخدعهم، ويعيد عقارب الزمن الى الوراء، فقرروا الانتفاض واسماع صوتهم الرافض لهذا الفعل المهين بكل قوة.انها معركة عض اصابع بين قوى ثورية قدمت الشهداء لاستعادة كرامتها وكرامة بلدها، وبين قوى تعمل في الخفاء وبتعليمات من قوى خارجية تريد ان تعيد استنساخ النظام القديم وبالوجوه نفسها والسياسات نفسها، وهنا تكمن الكارثة الكبرى.الشعب المصري لن يصرخ اولا، هذا الشعب الذي فجر واحدة من اعظم الثورات في التاريخ الحديث لن يفرط بثورته ومكتسباته ولن ينخدع ببعض الشعارات الكاذبة حول الامن والاستقرار والرخاء الزائف، فما فائدة الامن والاستقرار لاربعين مليون مصري لا يجدون رغيف الخبز لاطفالهم؟
الشعب المصري انتصر على جلاديه، ووضعهم خلف القضبان المكان الذي يستحقونه، وهو قطعا لن يسمح بعودة ذيولهم ثانية حتى لو كان ذلك من نافذة الكذب والتزوير والخداع.
الشعب المصري انتصر على جلاديه، ووضعهم خلف القضبان المكان الذي يستحقونه، وهو قطعا لن يسمح بعودة ذيولهم ثانية حتى لو كان ذلك من نافذة الكذب والتزوير والخداع.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire