قبل أربعة وعشرين ساعة من صدور القرار، كان الحديث في مصر يدور كله حول احتمال سيطرة الإخوان على جميع مفاصل الدولة: من البرلمان إلى الرئاسة، فالحكومة ولجنة إعداد الدستور، قبل حصاد المحليات في نهاية السنة، فإذا بالنظام الذي لم يسقط مع سقوط مبارك، لا يحتاج لأكثر من ثلاث ساعات لتطهير المشهد السياسي مما كان يوصف في الإعلام المصري والعربي بالتسونامي الإسلامي، والذي قد يتوج في المرحلة الثانية من الرئاسيات، بحرمان الإخوان من آخر فرصة للبقاء كشركاء في الحكم الجديد، بعد أن غالبوا طوال خمسة عشر شهرا من أجل الاستحواذ على جميع مواقع السلطة.
المواجهة كما نرى انتهت بالضربة القاضية وفي جولة واحدة، ليستعيد العسكر السلطة التشريعية، ومعها الحق الحصري في تشكيل لجنة كتابة الدستور، ويعود الإخوان ومعهم ثوار ميدان التحرير والمواقع الاجتماعية إلى الخانة التي كانوا فيها غداة الانقلاب الأبيض الذي نفذه العسكر على مبارك تحت غطاء الانتصار للشارع المنتفض.
والحقيقة أنه بغض النظر عن تلك التصريحات والمخططات الأمريكية؛ فالتحديات أمام الإخوان كبيرة, والمخاوف كثيرة, والعداء للإسلام ماضٍ لا يتوقف, والواقع معقد, والاجتهاد مطلوب, والظروف المحيطة بالإسلاميين تفرض عليهم أن يستمروا في نضالهم السياسي كآلية عمل لخدمة دينهم بجانب آلياتهم الأخرى, ولكن بوعي وإدراك تام لما يخطط لهم حتى لا يستدرجوا إلى خدمة أعداء الإسلام بدلاً من خدمة الإسلام..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire