لا احد يتحدث عن السلام وخططه في سورية، وانما عن المجازر والتدخل العسكري الخارجي، وتطبيق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يوفر الغطاء له.
مبادرة كوفي عنان المبعوث الدولي تلفظ انفاسها الاخيرة، ولم يعد احد يتحدث عنها او يطالب بتطبيق بنودها الستة وسط ارتباك دولي وعربي ملحوظ.
الجنرال روبرت مود قائد فريق المراقبين الدوليين في سورية حمل الينا انباء سيئة ومحبطة يوم امس عندما اعلن ان قوات النظام وقوات المعارضة تزيدان من وتيرة اعمال العنف من اجل تحقيق مكاسب عسكرية على الارض بدلا من التحول السلمي.
هذه الشهادة من خبير عسكري، يقود فريق المراقبين الدوليين، تابع الاوضاع عن كثب طوال الاسابيع الماضية وحقق في مجازر، ودخل مناطق الصدام في حمص وادلب وحماة وريف دمشق، تعني ان العمود الفقري لخطة عنان، اي وقف اطلاق النار تمهيدا لحقن الدماء قد انكسر ولا امل في اصلاحه بتاتا.
الدول الغربية تدفع باتجاه التدخل الخارجي كورقة ضغط على روسيا للانضمام الى جهودها لترتيب الاوضاع في سورية في مرحلة ما بعد الاسد، ووصل الامر بالمتحدثين الامريكيين والفرنسيين الى الادلاء بتصريحات تفيد بان روسيا تشارك في مثل هذه الترتيبات حاليا، الامر الذي اثار موجة من الارتياح في اوساط تجمع اصدقاء سورية، والعرب منهم على وجه الخصوص.
سيرغي لا فروف وزير خارجية روسيا نفى بشدة مثل هذه التقارير والتصريحات، واكد على ثبات الموقف الروسي في التشبث بالرئيس بشار الاسد وحكمه ومعارضة اي تغيير للنظام بالقوة، وقال 'هذه الامور لا تجري ولا يمكن ان تجري لان اتخاذ قرار بالنيابة عن الشعب السوري امر يتنافى مع موقفنا'.
سورية ليست اليمن قطعا، والنظام السوري ليس مثل النظام اليمني، فالرئيس علي عبدالله صالح وافق على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه عن السلطة، وان كان حاول شراء الوقت من خلال المماطلة وفرض شروط صعبة على الوسطاء الخليجيين.
الرئيس الاسد لم يتلفظ مطلقا بكلمة التنحي، ويتصرف كما لو انه باق في السلطة لعقود قادمة، ويحظى بدعم دولتين عظميين هما روسيا والصين الى جانب ايران والعراق وحزب الله اللبناني.
واللافت ان السيد فاروق الشرع النائب الاول للاسد لم يظهر في العلن منذ اشهر، ولوحظ غيابه عن دورة افتتاح البرلمان السوري الجديد حيث كان لافتا وجود الدكتورة نجاح العطار النائبة الثانية مكانه.
فاذا كان النظام يخشى من وجود السيد الشرع ويحاول طمسه من الخريطة القيادية لان اسمه جرى طرحه كبديل انتقالي، فكيف سيقبل بمغادرة السلطة؟
الخيار اليمني مستبعد في سورية، وكذلك الخيار الليبي، وعلى الغرب البحث عن خيار جديد، او على الاقل وسط بين الاثنين وان كنا نشك في ذلك في الوقت الراهن على الاقل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire