vendredi 8 mai 2020

الطبيعة وقوانين كوفيد 19

الطبيعة لا تكره ولا تنتقم ،الطبيعة قانون خفي تكتشفه كل ثانية العلوم من الفلسفة الى  النانو  او الجيل الخامس والسادس  .
لا تظن أن الطبيعة لها ردة فعل ،هي لا تعرف الظن ولا القسر إنها ببساطة قوانين ،رتيبة متثاقلة قبل" كليبر" كانت النجوم تبدو  لنا عشوائية،و بعد عرفنا النجم الافل والنجم الكبير  والكواكب قبل داروين كانت الأنواع الحية   متباعدة وبعده عرفنا أنها من نوع واحد اعتملت بالطفرة والانتخاب الطبيعي . الطبيعة قوانين غاية في التقشف والاقتصاد لا تقبل تسيد نوع على أخر حتى تستمر في مهامها الحياة الى حتمية النهاية الاكيدة .
لاشيء عشوائي هنا ،...كل يكمل دورته لحتمية الموت  حتى التاريخ فلن ينهي كلامه إلا بالنهاية الحتمية  .
لما وجد اسلافنا النار أقاموا حفل شواء .. (على ما أظن )لربما ...،ولكن بلا شك ساعد "اللحم المشوي" في أن تشتد سواعد الاطفال ويتحول الدماغ لمعمل فاعل لذكاء ,قطعا لم تستني النار من الدفاع في معركة الوجود الأبدية والبقاء غريزة الإنسان ،والاطمئنان ضد الخوف ،لكن النار تحولت لقتل الغابات ،وحرق المحاصيل والحرب .
اخترع الإنسان الحرب ، وتحول سهم القنص من اجل القوت واللباس لقلب أخيه الإنسان . لم تغضب الطبيعة ... انتظر حتى نهاية الحكاية .
خلق الإنسان القوانين ...مكرسا العبد والسيد وتاجر في كل شيء أخرج الاقتصاد من بيت أرسطو الى العالم ،ومن يد خفية " ادم سميت "الى التأميم...و كانت الحرب أيضا ،
فبعد الاستقرار الزراعي واكتشاف التجارة ،بدا التأمل الفلسفي والدين ،فكانت المحبة والزجر والعقاب ،هل  كانت الحرب ضرورية! لقد تحول الناس الى العارفين بالإله وجاهلين به أو عصاه...  هذه  ضرورة! ،
 حين الأنوار لم يعلم جون جاك روسو ان عقده الاجتماعي سيتحول  لايديلوجيات ،ستمر عبر المقصلة من الملك الذي قال حقه "الالهي" حتى دايتون زعيم الثورة ،فانجز  "روبرست ماكسيمليان" خلاصا باسم الثورة وايديلوجيتها ،
اما نابليون فابتلع نصف ارويا باسم  الثورة .بعد  أن حولها لمجده الخاص فانهزم ،لم يشكل هتلر وشاكلته إلا جنون العرق المتفوق او حتمية الانتصار للفكرة بحمولتها النقية في البيان وساعة التنزيل إنها  أيضا حرب .
لكن قبل هذا  حينما اكتشفوا قارة أبادوا مجمل سكانها باسم الرب ، أمريكا ستعلن مجدها بخطاب الرفض لاروبا  وتتبنى قضايا عادلة وبعدها ستبتلع العالم هل كان ضروريا ! .
حتى حضارات مجيدة  وأمة خيرة حولت نساء وأطفال شعوب أخرى  لسوق نخاسة ودائما باسم الله  ،
 ومن غابة قصية في بريطانيا خرج بخار من عباب الارض وأحشاءها الضارة ، سحق من بعد طبقات الأرض ، وخدش حياء الأزون .
الحرب مستمرة من هيروشيما إلى أطفال العراق إلى ذبائح النبي شيعا في فلسطين باسم ياهوه تبنى اسرائيل رغم عدم ظهورالمسيح الذي سيبنى اركان بيت اورشليم   ،
واصلت الطبيعة قوانينها الرتيبة بكل تثاقل ، أصبحنا الأغلبية في كل مراحل التاريخ نفقد احد الأقارب من الحيوانات إلى غير رجعة طبعا نحن السبب ،وطبعا لا نكثر لهذا او نكاد لا نلتفت ، لكن نواصل ولو بالقنص والصيد لمقاومة الملل.
 لم نعد ندوس بأقدامنا الحشرات بل نزعنا أعشاشها بالآلات المتوحشة  ،،. انتظر الطبيعة لم تغضب تدفعنا في مرة الى أماكن وتنزع منا الأراضي ويتمدد البحر الحزين والمتثاقل الآسن بنفاياتنا الغبية  . لم نلتفت اننا كلنا نعلن الحرب على الارض بدرجات متفاوتة .
قد يكون كوفيد 19 حفيد كرونا القديمة منذ 8000 سنة قبل الميلاد ،بطاقة إنذار ليس بقوانين كرة القدم ولكن بقوانين الطبيعة ،سيعيد ترتيب الأولويات ... بمعنى ان نتقوقع ونترك بعض النسيم للكائنات ،يقال ان نجوما لم ترى بالعين المجردة منذ 130 سنة ،والحال ان الكون تنفس من غطرستنا ،كوفيد قد يحولنا الى كائنات سباتية (من السبات)، حتى نترك للشجر فرصة لكي يتسابق مسافات طويلة بحثا عن النور نور الشمس .قد يدفعنا للعقل الاول النار حماية ليست حرب والقانون فكرة للعيش المشترك وليس ظلم الحضارات ،والكراهية ليس من شيم الله فلا مجال ليقول بعضهم لو انتصرنا في الحرب لكان لتاريخ شكل اخر لن يربح هؤلاء هؤلاء ،فقط يقتل الناس تحت مسميات قطعا تعتبرها الطبيعة غباء ،قوانين الطبيعة تخضع لعقل متعالي عن المادة عقل كلي ، من هنا شعار عاش الإنسان كريما صديق هذه الأرض وما فيها أما البقية مجرد مصالح تسمى دفاع الوجود، نحن أمام امتحان قاسي ،إما أن نستمر وهذه الكائنات ونحول من ذهننا فكرة البقاء للأقوى إلى فكرة البقاء للأصلح وشتان بين الفكرتين .فكرة البقاء بوجود الزهر والورد وكل أنواع النبات ،فكرة البقاء في هواء الأكسجين بالغابات ،فكرة البقاء في السلاحف والنمور وكل الأنواع ،بقاءك أنت رهبن ببقاء  آخر لا يتكلم لغته لا يعرف السياسية يتأقلم مع الطبيعة ،انه مسار مختلف ، عن بناء الأسوار  و الجدران والمتاريس والقنابل الذرية انه المعنى لكي تكون إنسان بمشيئة الطبيعة .
بقلم محمد أمين الشنقيطي
 باحث في التاريخ

1 commentaire:

المشاركات الشائعة