lundi 30 avril 2012

البورجوازية المغربية

أحوال البورجوازية المغربية تثير الشفقة. رجال ونساء البزنس في المملكة يربحون أموالا طائلة، ويملكون قصورا فخمة وأراضي شاسعة، وشركات وحسابات في الأبناك، وأسهما في البورصة، ويصدرون ويستوردون من الخارج. الكثيرون منهم درسوا في أوربا وأمريكا، وبعضهم دخل إلى قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم، لكنهم، مع ذلك، أولى من أية فئة أخرى بالشفقة والعطف، لا لشيء سوى لأن جلهم «ليسوا أحرارا»، ويشعرون دائما بأنهم في سراح مؤقت، أو في حكم من قُضي في حقه بالسجن مع وقف التنفيذ.
الخوف من السلطة يعشش في رؤوسهم منذ عقود، ولا يعرفون كيف يتخلصون منه، والقليلون منهم الذين ينجحون في الخروج من قفص هذا الخوف يصيرون منبوذين وسط قبيلتهم، لأنهم خرجوا عن العرف المقدس في المغرب الذي يقول: «المال لا يخاصم السلطة لأنه مدين لها، والأغنياء رعايا لا مواطنون» والبزنيس لا بد له من مظلة يحتمي تحتها من أشعة السلطة الحارقة. وإذا كان من حق الجميع أن يفتح فمه خارج عيادة طب الأسنان، فإن الأغنياء يفتحون أفواههم فقط بين يدي أطباء الأسنان بحرص شديد، وعلى قدر الحاجة لا أكثر، أو في الصالونات المغلقة تنفيسا عن غضبهم الذي لا يخرج إلى العلن مخافة أن يخسروا امتيازاتهم، ألا يقولون إن رأس المال جبان؟...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة