أحمد فياض- رفح
لا تدع حركة التدمير والتجريف التي ينفذها الجيش المصري على الحدود مع غزة مجالا للشك في أنه ماضٍ في خنق القطاع عبر منطقة عسكرية عازلة، مما أدى لنقص الكهرباء والمياه وتوقف مشاريع الإعمار وجعل السكان يستشعرون عودة الحصار.
فبعد أن فرغت الآليات والجرافات المصرية من تسوية وبسط المنطقة الحدودية الواقعة إلى الشرق منمعبر رفح على مقطع عرضي يقدر بنحو خمسمائة متر، انتقلت خلال الأيام الثلاثة الماضية للعمل في المقطع الحدودي الواقع إلى الغرب من المعبر.
وبانتقال الآليات إلى تلك المنطقة، تكون قد اقتربت من المقاطع التي تتركز فيها شبكة الأنفاق الأرضية التي تعتبر المتنفس الرئيسي لإمداد سكان القطاع بكل ما يلزمهم من حاجيات لتسيير عجلة الحياة.
الشجر والحجروعلى مساحة عرضية تقدر بنحو خمسمائة متر لم تترك الجرافات المصرية المحمية بمدرعات عسكرية شجرا ولا حجرا إلا وأتت عليه، بينما أجهزت على كروم العنب والزيتون وأسوار المنازل.
وخلال عملية الاستعداد لإقامة منطقة عازلة، يسمع دوي انفجارات وينبعث الغبار من منازل دمرها الجيش المصري تعود لسكان من مدينة رفح المصرية على خلفية اتهام أصحابها بفتح عيون للأنفاق (فتحات صغيرة للأنفاق من الجهة المصرية) بجوار منازلهم.
ومن حين لآخر، تسمع أصوات مكبرات المساجد في رفح المصرية تدعو السكان للتعبير عن غضبهم، وإشعال إطارات السيارات والتصدي لقوات الجيش التي تستهدف المنازل والحقول.
ويؤكد عدد من سكان مدينة رفح الفلسطينية أن عمل الجرافات شبيه بعمل آليات الاحتلال الإسرائيلي إبان إقامتها المنطقة العازلة على الحدود الشرقية لقطاع غزة عام 2008.
وفي حديث للجزيرة نت، أوضح هؤلاء أن الجرافات المصرية تعمل منذ ثلاثة أيام على تجريف منطقة الحدود من الجهة الشرقية وتسير باتجاه الغرب مخلفة دماراً واسعا في الأراضي والممتلكات، بينما يتوقع بعضهم أن تصل عمليات التجريف الأراضي الواقعة فوق شبكة الأنفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويؤكد عدد من أصحاب الأنفاق أن عمليات إقامة منطقة عازلة على الجانب المصري من الحدود تأتي بالتزامن مع تشديد الجيش المصري قبضته على الأنفاق التي لم تعد باستطاعتها جلب البضائع أو الوقود.
تهديد بالاعتقالوقد أجهز الجيش المصري على معظم حُفر تجميع الوقود في الجانب المصري، وتوعد المصريين المسؤولين عن شحن الأنفاق بالبضائع بالاعتقال.
من جانبه، قال مصدر أمني فلسطيني مطّلع إن الجيش المصري يسعى من خلال إقامة المنطقة العازلة إلى تركيز مزيد من القوات ووحدات الهندسة على طول الحدود مع غزة بغية إنهاء ظاهرة الأنفاق.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المنطقة العازلة ستوسع هامش مناورة الجيش المصري في تلك المنطقة، مما يسمح له بمراقبة منطقة الأنفاق وتنفيذ عمليات عسكرية تحول دون العودة إلى استئناف عملها بعد تدميرها.
وذكر للجزيرة نت أن الجيش المصري لجأ إلى إقامة منطقة عازلة والمكوث فيها باستمرار بعد نجاح أصحاب الأنفاق في اختراق الجدار الفولاذي الذي أقامته السلطات المصرية إبان عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عام 2010.
وفي غزة انعكست الحملة المصرية على مجمل الحياة، وبات السكان يستشعرون عودة الحصار من خلال نقص الكهرباء والمياه وتوقف مشاريع الإعمار، وانعدام الكثير من السلع التي لا يسمح الاحتلال الإسرائيلي بوصولها إلى غزة.
المصدر:الجزيرة
|
jeudi 5 septembre 2013
الجيش المصري ماضٍ في خنق غزة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
المشاركات الشائعة
-
قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، في عدد امس الجمعة، نقلاً عن وكالة "أسوشيايتد بريس"، أن وزير الخارجية المغ...
-
سعاد فتاة قروية قدمت من جمعة ولاد عبو هاربة من جحيم تعنيف الاسرة و قصوة الظروف اتجهت صوب مدينة سطات لعلها تجد مكانا امنا ياؤيها من شر ا...
-
شباب هناك صورة منتشرة تشير الى مقتل 1000 مسلم في بورما، هده الصورة الحقيقة من أكتوبر 2004 لمذبحة حصلت في تايلند مات فيها 80 تايلندي مسلم ...
-
يعاني الطفل أسامة علاوي ذو السنة والنصف من مضاعفات مرض خلقي في الدماغ ( خلل في كيمياء الدماع وظهور نوبات صرع متكررة) نتج عنه عدد...
-
يلجأ الشاب المغربي الباحث عن عمل إلى "أنابيك" من أجل فرصة عمل تنقذه من براثن البطالة المخيفة و تحقق له نوعا من الإستقل...
-
خرج المئات من التلاميذ بمدينة "سطات" صباح اليوم للإحتجاج على نظام التنقيط الجديد بإستعمال برنامج" مسار...
-
. أن يتم استيراد وتمثل النموذج المصري بصورة مضحكة .وأن يتم التطاحن بالوثيرة التي تشكل خطرا على المغرب ،ليس في إسقاط ما يمكن تسميته بالإ...
-
اسمها "خديجة" وتقطن بحي مبروكة بمدينة سطات، لكنها كانت توجد بالكوت دي فوار، فأصابها مرض "إيبولا"، فأودى بها، لتُس...
-
اعداد وتقرير : عبداللطيف حراق بعدســـــة : محمد الصيار تعتبر مؤسسة وادي الذهب من بين اقدم المؤسسات التعليمية الابتدائية بمدينة سط...
-
دعوة لاجراءات أممية لرفع الحصار عن مخيمهم إيلاف د أسامة مهدي أبلغ لاجئ ايراني في مخيم الحرية ليبرتي بضواحي بغداد الغربية &quo...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire