jeudi 5 septembre 2013

خيارات النظام السوري في التصدي للضربة المتوقعة


تبدو قدرات النظام السوري محدودة للرد على الضربة العسكرية المتوقعة (الأوروبية)
في الوقت الذي تنشغل فيه الإدارة الأميركية بحشد الكونغرس في إعدادها لضرب دمشق، يستغل النظام السوري الوقت في إخفاء قدراته العسكرية التي من المتوقع استهدافها، وإخلاء القواعد العسكرية وإعادة نشر قواته في المناطق المدنية.

وإذا أقدمت واشنطن على قصف مواقع عسكرية سورية، فمن المتوقع أن تؤثر ردة فعل نظام بشار الأسد على مسار الأحداث بالصراع السوري. وقد تجر دول الجوار بمختلف مواقفها إلى دوامة الأزمة.

وتتحدث المعارضة السورية عن نقل الجيش السوري قواته ومنصات إطلاق الصواريخ إلى مناطق سكنية مدنية في مختلف مناطق سوريا.

ونقلت وسائل الإعلام عن مواطن سوري أن جنديين من الحرس الجمهوري اقتحما بيتا خاليا يملكه، وأظهرا له أوراق رسمية تخول التحصن في البيت لأن سوريا تمر بظروف حرب. بينما قالت امرأة إن جنودا تمركزوا في مدرسة قريبة من بيتها.

وأكدت مصادر أميركية رسمية وجود مؤشرات على نقل النظام السوري بعض معداته العسكرية لأماكن يعتقد أنها آمنة.

ويقول الجنرال اللبناني المتقاعد هشام جابر "إن النظام السوري يعلم أن هناك ثلاثين إلى أربعين هدفا محتملا للضربة الأميركية، وقد أتيح لهم الوقت للتصرف بهذه الأهداف، ويتوقع مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والسياسات أن تكون أكثر من نصف هذه الأهداف قد تم إخلاؤها، وهكذا تمضي الأمور بالعادة".

خيارات الضرب والرد
وقد أكد أوباما في غير مناسبة أن الضربة العسكرية ستكون محدودة ولن تهدف للإخلال بتوازن القوى في الصراع السوري الداخلي.

في حين رفض الرئيس السوري بشار الأسد في حوار مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية تحديد كيفية رد قواته على الضربة الغربية، لكنه حذر من نشوب "حرب إقليمية".

ويتمتع النظام السوري بعدة خيارات للرد على الضربة العسكرية، منها قصف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وتحريك حلفائه الإقليميين لضرب أهداف غربية حول العالم، أوعدم الرد بشكل مباشر، والعمل إعلاميا على تسويق نفسه ضحية للعدوان الأميركي.

قوة حزب الله لن تكون فاعلة بمعركة النظام السوري مع القوة الغربية (الفرنسية)
ويقدر المحللون أن طبيعة رد النظام السوري ستعتمد على حجم الضربة الموجهة له، فكلما كانت الضربة موجعة كان النظام مضطرا للرد عليها.

ويعتقد مدير معهد بروكنغز بالدوحة سلمان شيخ أن "الخيار الأول للنظام هو العمل الدعائي" ضد الولايات المتحدة واتهامها بالعدوان على دولة عربية بعيدا عن الشرعية الدولية، وأن من "سيدفع ثمن هذا العدوان هم المدنيون الأبرياء". من خلال نشر صور ضحايا العدوان الأميركي.

ويرجح شيخ أنه "إذا نجح في العمل على هذا البعد الإنساني فإنه سيحقق نجاحا دون أن يغرق في الرد العسكري".

ويبقى أن رد النظام السوري على القصف باستهداف مباشر لحلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا والأردن وإسرائيل سيجر عليه مزيدا من الضربات التي لن يقوى على التصدي لها جميعا، بينما هو بالكاد يحاول أن ينجو بنفسه.

ورقة حزب الله
ويستبعد محللون أن يلجأ النظام السوري إلى تحريك حليفه في لبنان حزب الله للقيام بقصف إسرائيل نيابة عنه، رغم ما يقال عن امتلاكه صواريخ قادرة على بلوغ معظم المدن الإسرائيلية، إلا إذا شعر النظام أن الحملة الأميركية تستهدف اقتلاع نظام الأسد من السلطة.

بينما لا يبدو الظرف مناسبا لحزب الله الذي يواجه الكثير من الغضب داخل لبنان بسبب قتاله المباشر إلى جانب النظام السوري في صراعه مع المعارضة المسلحة، للدخول في معركة مع إسرائيل، بخلاف حربه معها عام 2006 حين كان يتمتع بدعم وطني واسع إن لم يكن كاملا.

لذلك يرى كريس فيليبس، المختص بالشأن السوري بجامعة كوين ماري في لندن، أن حزب الله ليس في ظرف يسمح له بتلقي تعليمات من الأسد بضرب إسرائيل أو خصوم محليين، لأن "مثل هذه الخطوة ستدمر حضوره داخل لبنان".

وعلى صعيد التقديرات الإسرائيلية، يعتقد مسؤولون بوزارة الدفاع أن رد دمشق أو حزب الله على الضربة العسكرية سيكون احتمالا ضعيفا جدا، فإسرائيل نشرت منظومة القبة الفولاذية في تل أبيب والمناطق الشمالية المحاذية لسوريا للتصدي للصواريخ المحتملة.

ويعتقد فيليبس أن بين هذين الخيارين يكمن خيار وسط أمام نظام الأسد، وهو "اللجوء إلى أسلوب السيارات المفخخة التي توصل رسالة إلى العالم الخارجي بخطورة العبث مع نظام الأسد" ويمكن أن تتولى المليشيات الحليفة للأسد مثل هذه المهمة.

وكانت قد انفجرت سيارتان مفخختان في تركيا في وقت سابق من هذا العام، قتل فيهما أكثر من خمسين مدنيا، ووجهت تركيا الاتهام لنظام الأسد بالمسؤولية عنهما، وهو ما نفته دمشق.
المصدر:أسوشيتد برس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة