mercredi 18 janvier 2017

أبو تريكة ارهابي القلوب

اصلبوه إن أردتم، أو اجمعوا كُل إنجازاته في وسط المدينة واحرقوها، اتهموه بالكُفر حتى واطردوه من جنتكم، فالمشهد ليس جديدًا، كفعلتكم فعلوا في بن رُشد، أحرقوا كُتبه وعلقوا رؤوس بنات أفكاره في حبالٍ صُنعت من جهلهم وشرور أرواحهم.

دهسوا بأقدامهم قيم الحق، الخير والجمال ثم عادوا بعدها بسنواتٍ أو رُبما بقرون يتفاخرون باسمه   ويصرخون هذا عالمنا، هذا رمزنا، هذا ابن جلدتنا وتاريخنا لكن وبرغم الصُراخ وبرغم ترديد كلماته المقتولة بسيوفهم كان ابن جلدتهم قد رحل وهُم ظلوا يتخبطون في جدران عزم على هدمها ويحلمون بقيم ألقى بذورها في أرضهم فاقتلعوها بهمجية الإنسان الأول بدلًا من ان ينتظروا أن تطرح بذور قيمه شجر سلام.

تلك البلاد واجهت أحداث مجنونة وأُخرى عظيمة في السنوات الأخيرة وفي كل حدثٍ منهم وقف البعض تائهين، أحدًا لايعرف ماذا يختار، وأحدًا لايعرف في أي صفٍ هو أما نجوم المُجتمع فحيرة مُعظمهم لم تكن تيهًا بل كانت انتظارًا، انتظارًا لفريقٍ مُنتصر ليلحقون بركبه وآخر خاسر يلعنوه سرًا وعلانية، يلعنوه أمام الكاميرات وفي الغُرف المُغلقة، أصعب الأشياء إليهم كان اتخاذ قرار عن اقتناع ونحمُل تبعات قراره، أما هو فكان يتخذ قراره قبل أن تُعلن النتيجة.

في كُل مرة كان يتعين على #أبو_تريكة الاختيار كانت يده تتحرك في اتجاه الاختيار الصحيح، اختيار يرفع من قدره ويُعطيه في قلوب الناس مكانٍ أكبر، فتسلح بأقوى الأسلحة على الإطلاق وأشده فتكًا، تسلح بحُبهم الغير مشروط ونال احترامهم الأبدي.

والحُب لايُحارب لأن لاهزيمة له، يُمكنك أن تظن انك له قاتل لكن في الواقع لن تُصبح أكثر من مخبولٍ ذهب الغرور بعقله، ستبقى كــ " دون كيخوتي " تُحارب طواحين الهواء مُعتقدًا انك تُحقق نصرًا عظيم وما انتصاراتك إلا أوهام من صُنع عقلك البالي.

أبوتريكة كاتب لاتُحرق كُتبه ولاتُقتلع أشجار قيمه، خصم لايجب أن يُحارب لأنه خصم لايُهزم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة