تحولت الحملات الانتخابية بمدينة سطات الى سوق انتخابي ، كل شيء فيه يباع ويشترى، وبالخصوص أصوات الناخبين فما لا يشترى بالمادي (المال) يشرى بالرمزي (الانتماء للحي /أوالمنطقة)، ولا يتم إنهاء الطقس الانتخابي إلا بعد إحداث الفرجوية (الفلكلور) الذي يحول الطقس الانتخابي إلى احتفال كإعلان عن نهاية "الدعاية الانتخابية"، هذا واقع لا زال مستمرا بشكل مستحدث شيئا ما، فتحول المرشح الانتخابي "الوحيد" إلى "لائحة انتخابية" لكن العقل الجماعي "الانتخابي خصوصا" حافظ على التصويت الفردي فأصبحنا حتى في حديثنا نتكلم على لائحة فلان وفلانة، وليس لائحة أو مشروع حزب معين.
حتى في الدعاية الانتخابية، لا يمكن أن تجد مرشح حزب سياسي يبني دعايته على مشروع الحزب، فهذا « أي المشروع » مجرد ديكور يزين الحفل « الانتخابي »، بل عليه أن يخلق خصما أو خصوما لتنتعش الحملة ويعلن بداية « صراع الديكة » الذي من شأنه أن يخلق الفرجوية و « يسخن الطرح ».
فلعل ابرز ماتار انتهابي كمتتبع للشأن الانتخابي بالمدينة هو الفوضى في الحملات الانتخابية و غياب التواصل مع الساكنة بشكل مباشر و شرح البرنامج فالموزع للمنشورات يكتفي بقول "تعاونوا معانا" و كاننا في سوق للخضار نشتري الطماطم و نبيعها ،
هذا تحصيل حاصل لغياب الثقافة السياسية و اخصاء للعمل الحزبي و مخزنته و افقاد المواطن الثقة بالاحزاب و بالعملية الاقتراعية و الزج برموز الفساد و الاستبداد و اصحاب الماضي الماساوي كوكلاء للوائح و كأن المدينة لايوجد فيه اناس شرفاء و انقياء .
نتائج الانتخابات ستعيد فرز نفس الوجوه السابقة التي اعتلت المناصب لسنوات عديدة ، والتي اغتنت من المجلس البلدي على حساب الفقراء و استغلال النفوذ من اجل نيل مصالحهم الشخصية و العائلية ، نخب عجزت عن تقديم حلول واقعية للمشاكل الكبيرة التي تعاني منها المدينة ( اقتصاديا _ اجتماعيا_ رياضيا) ....