قبل سنة من الان كنت من بين اشد
المعارضين لحرية المرأة نتيجة للمحيط الذي نشأت وسطه و بعض الافكار و العادات و التقاليد
السيئة البعيدة كل البعد عن المنطق الاسلامي ، كنت بصراحة اعتقد بأن المرأة لو اخذت
كامل حريتها فإنها سوف تستغلها في سلوكيات خاطئة وسوف تترك بيتها وزوجها وأطفالها لتجري
وراء ملذاتها الجنسية, طبعا انا اعتذر من الجميع على هذه العبارات الساذجة لكن هذا
بالفعل ما كان يتردد على بالي في تلك الفترة. ولكن وبصراحة ايضا كان هناك شعور في داخلي
يقول لي ان هذا الذي تفكر به فيه ظلم وإهانة للمرأة مع هذا لم يرتقي هذا الشعور في
ذلك الوقت الى الحد الذي يجعلني ارفض هذه الفكرة بل كنت اجدها صحيحة من اجل مجتمع غير
منحل اخلاقيا.
وأنا اليوم عندما افكر في هذا الامر اعتقد بان كان هناك سببين لرفضي هذه الفكرة.
الاول وكما تقول الدكتورة "وفاء سلطان"-هي مواطنة أمريكية من أصل سوري تعيش
في لوس أنجلوس. ولدت في بانياس-انها كانت موجودة في اعماق اللاوعي لذلك فهي تحتاج الى
فترة اطول من اجل تغييرها او ازالتها. اما السبب الثاني فهو ان مفهومي لمعنى الحرية
كان ناقصا إن لم نقل خاطئا فنحن لم نتربى على ان نكون احرار ولم نتعلم الاهداف السامية
لمعنى حرية الفرد وحرية المجتمع لا في البيت ولا في المدرسة. بل بالعكس كانوا دائما
يربطون بين الحرية وبين الغرب المنحل اخلاقيا وهي بحد ذاتها مأساة كبيرة تستحق تضافر
جميع الجهود ليس من اجل شرح تلك المأساة ولكن من اجل مستقبل افضل للأجيال القادمة وضرورة
توعيتهم ومنذ الصغر على ان يكونوا افراد مجتمعات حرة.
فلسذاجتي حينها كنت اعتقد ان المرأة
عبارة عن مرحاض لرجال وإنها مجرد ديكور و لعبة في ايدي الذكور اعتذر مرة اخرى عن العبارات
الغير اللائقة لكن فهده هي الحقيقة و التي لايمكنني ان اخفيها اكتر من هدا .
إن حقوق الانسان وحقوق المرأة بالذات
وحريتها ستدخل بلادنا شئنا ام أبينا. ولأن هذه الحقوق هي ليست بضاعة نستوردها وإنما
هو فكر يترسخ في عقول الناس لذا فإن هذا الامر يستلزم وقتا ليس بالقصير قبل ان تظهر
نتائجه بين ابناء المجتمع. لذا يجب على كل من يؤمن بأهمية ان يكون الانسان حرا ان يبدأ
من الان في توعية من حوله من اجل ترسيخ هذه المفاهيم والأفكار في المجتمع. وستلعب المرأة
الدور الاساسي في هذه المهمة من خلال دورها في تربية الاطفال على مبادئ سامية مثل المساواة
بين الاطفال وعدم التمييز بحجة ان هذا ولد وهذه بنت. وستقع عليك يا ايتها المرأة مسؤولية
اخرى وهي تربية حبيبك او زوجك ولا عيب او مشكلة في ذلك فأنت المربية الوحيدة في هذه
الحياة ولجميع الاجيال. نعم فأنت من تستطيعين ان تغيري من سلوكياته وان تنفضي عنه الافكار
الخاطئة. ومَن غيرك يملك النضج والكمال حتى يستطيع ان يقوم بهذا الدور فما عليك إلا
ان تأخذيه من يده وتريه الطريق الصحيح وتعلميه الحب والحنان من اجل مجتمع أفضل ولك
التوفيق سيدتي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire